حصار القرن
إسرائيل حوّلت غزّة إلى سجن ذي بوّابتين سلّمت مفتاح احداهما إلى الجنرال السّيسي. ولئن كانت مسؤولية مصر هي الأكبر بعد مسؤولية إسرائيل في ذلك الحصار اللاّإنساني، فإنّ بلدانا عربيّة أخرى تساهم فيه إن قليلا وإن كثيرا؛ فلا أحد يجهل الدّور السّياسي لبلدان الخليج في الموضوع، إلاّ أنّه ما لا يُعلم كفاية هو السّياسة المبالغة في التّضييق في مجال إسناد التّأشيرات إلى سكّان غزّة التي تمارسها بعض البلدان العربيّة ومنها تونس، مفاقمةً بذلك عزلتهم. ففي الشّهر الحالي مثلا، كان من المنتظر أن يقدم إلى تونس مهندسان من غزّة لتأهيل طلبة تونسيين من كليّتي الطّب والهندسة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد لأدوات طبيّة، وهي خبرة اكْتُسِبت تحت ضغط الطوارئ وإلحاح الحاجة لمواجهة الحصار الإسرائيلي ـــ المصري؛ غير أن طلبهما للحصول على تأشيرة دخول بقي دون جواب. وبذلك لم تكتف الحكومة التّونسية بزيادة عزلة سكّان غزّة، بل أنّها عرقلت مشروعا علميا مجدّدا وتضامنيا من شأنه أن يحسّن على المدى القريب نوعية العلاجات ويخفّض من تكلفتها في تونس وفي فلسطين.